حيوانات منقرضة قد تعود من الإنقراض
إقترب العلماء من إيجاد طرق لإرجاع بعض الحيوانات المنقرضة للحياة مرة أخرى، حيث يسخرون جهودهم في العديد من مراكز الأبحاث المعروفة من أجل إنجاح هذه التجربة الفريدة، بعض هذه الحيوانات إنقرضت منذ آلاف السنين و اخرى إنقرضت منذ فترة ليست بالطويلة. وتقوم أبحاث العلماء على مبدأ الإستنساخ، ولكي تكون هناك إمكانية لإستنساخ حيوان منقرض من الضروري وجود عينة سليمة من حمضه النووي، وهذا يحصل في الغالب عند حفظ جثة الحيوان في الجليد.
على مر الزمن تزداد قائمة الحيوانات المنقضرة لأسباب عديدة، مثل حوادث الطبيعة كالتدفئة والتبريد المناخي وتغيرات في مستوى البحر وغيرها من الظواهر، ومن تفسيرات العلماء في مسألة إنقراض الديناصورات هي ضرب أحد الكواكب لكوكب الأرض. لكن في العصر الحديث بدأت تتدخل عوامل أخرى في إنقراض بعض الحيوانات مثل تدمير أماكن عيشهم و أيضا زيادة عدد السكان والتلوث و الإفراط في الصيد الغير مشروع كلها أسباب تؤدي حتما لإنقراض الحيوانات في الأخير.
وعل البرانس
وعل البيرانس هو حيوان له صورة نسب بالماعز الإيبيري البري، وكان يعيش في إسبانيا إلى أن إنقرض سنة 2000 ميلادية، وقد نجح العلماء سنة 2009 في إستنساخ حيوان وعل البيرانس، لكن الحيوان المستنسخ لم يعش لفترة طويلة بسبب وجود عيب خلقي في الرئة، وقد كانت بذلك أول عملية إستنساخ لحيوان منقرض. عاش هذا الحيوان في القرن 14 وكانت أعداده كثيرة جدا، إلا أنه إنقرض في منتصف القرن 19 وقد تم العثور عليه في شبه الجزيرة الإيبيرية، يميل هذا الوعل للعيش في البيئات الصخرية والمنحدرات وأيضا على الوديان الدافئة في فصل الشتاء. يتغدى على الحشائش والأعشاب ويصل إرتفاعه من 60 إلى 76 سنتيمتر، أما وزنه فيصل من 24 إلى 80 كيلوغرام، ويتميز وعل البيرانس بالفرو البني الرمادي الذي ينمو بكثافة في فصل الشتاء، وخاصة مع الذكور حيت تتميز باللون الأسود على وجههم وأرجلهم، وكذلك فالذكور لديها قرون سميكة عكس الإناث التي لديها التي تتوفر على قرون أقصر وأقل سمكا. يعتقد العلماء أن هناك عوامل مختلفة ساهمت في إنقراض وعل البيرانس، من ضمنها تعرضه للصيد المفرط والمرض و عدم قدرته على المنافسه مع غيره من الثدييات.
ماموث وولي
هو نوع من الماموث عاش في عصر البلايستوسين وكان واحدا من آخر أنواع الماموث، وظهر منذ 400 ألف سنة في شرق آسيا، ويعتقد العلماء بأن إرتفاع هذا الماموث قد يصل إلى 4 متر أو أكثر، وقد يزن أكثر من 6 طن. يتميز هذا الماموث بالفرو على غطائه الخارجي وشعره الطويل، ولديه آذان قصيرة من أجل الحد من فقدان الحرارة وهي مناسب تماما للبيئة الباردة، فقد كان يتواجد في العصر الجليدي الأخير، وإختفى الماموث وولي في البر الرئيسي منذ حوالي 10 آلاف سنة، وسبب هذا الإختفاء على الأرجح هو الصيد من طرف البشر وتغيير المناخ، إذ كان لذوبان الجليد السريع تأثيرا في إختفاءه وإختفاء بيئته.
كان يعيش هذا الماموث في أوروبا و شمال آسيا وأمريكا الشمالية، وفي خلال السنوات الماضية تم العثور على بقايا كاملة للماموث محفوظة في الجليد، الشيء الذي مكن العلماء من الحصول على عينات من حمضه النووي ليفتح الباب لإمكانية إستنساخه مستقبلا.
نمر قزوين
يزن نمر قزوين 136 كيلوغرام وكان يتجول في بعض مناطق تركيا وشرق آسيا، لكنه إنقرض في ستينيات القرن الماضي بسبب الصيد الغير شرعي وفقدان موطنه.
يعمل العلماء المشاركين في البحث على إعادته للحياة بالإعتماد على النمر السيبيري الذي يشبهه جينيا. يعتبر نمر قزوين من أنواع النمور المنقرضة ويعرف أيضا بإسم النمر المتنقل، حيت كان يعيش في الغابات وممرات الأنهار في بحر قزوين وأيضا في أفغانستان والعراق وتركيا و إيران وأجزاء من روسيا وفي غرب الصين، وكان ثاني أكبر أنواع النمور بعد النمر السيبيري، وكان يمتلك كفوف واسعة ومخالب طويلة بشكل ملحوظ، وكان يمتلك فروا بكثافة عالية أيضا. وبعد إقامة مشاريع واسعة لإستصلاح الأراضي قامت الحكومة الروسية بإصطياد نمر قزوين في أوائل القرن العشرين، وأصدرت أمرا لضباط الجيش بقتل كل النمور الموجودة في بحر قزوين، ولسوء الحظ أصر المزارعون على تدمير أماكن النمور الطبيعية لزراعة المحاصيل، وقد تم القضاء على النمور المتبقية في روسيا في منتصف 1950، ويعتبر نمر قزوين هو ثاني نوع من أنواع النمور المنقرضة.
دلفين نهر الصين
تعتبر من الحيوانات المهددة بالإنقراض منذ سنة 1996، وقد أدى هذا إلى بذل عديد الجهود البيئية للحفاظ على هذه الدلافين النهرية الجميلة ، لكن كل هذه الجهود لم يحالفها النجاح للأسف. كان يعتمد هذا الدلفين على تحديد المواقع بصدى الصوت إذ كان يساعده على التنقل وإصطياد الفريسة. كانت تعيش هذه الدلافين في نهر اليانغيستي طوال 20 مليون سنة وكان يعيش في نهر المياه العذبة منذ سنة 2001، وفي خلال هذه الفترة تفحص الباحثون نهر اليانغيستي وكانو يبحثون عن أي ناج من هاته الدلافين، لكنهم لم يجدو أي شيء للأسف، وفي سنة 2006 أعلن الباحثون أن هذا الدلفين قد تم إدراجه ضمن قائمة الحيوانات التي إنقرضت. ويعود سبب الإنقراض إلى تلوث المياه العذبة بسبب وسائل التصنيع وحركة السفن الثقيلة وأيضا الإفراط في صيد الأسماك وتلوث البيئة، مما أثر على إستمرار دلفين نهر الصين على قيد الحياة، لكن العلماء والباحثين يحاولون بأي طريقة إيحاد حمض نووي للدلفين من أجل إستنساخه ومحاولة إعادته للحياة مجددا.
طائر الأوك
الأوك العظيم هو طائر كبير قادر على الطيران وتم العثور عليه في شمال المحيط الأطلسي وأيضا في الجنوب وشمال إسبانيا، ويبلغ متوسط إرتفاع مابين 75 و 85 سنتيمتر ويصل وزنه لحوالي 5 كيلوغرام. يستطيع الأوك العظيم الطيران كما أنه يعتبر من السباحين الأقوياء وهذا ماساعده على إصطياد فرائس عديدة على الماء. وقد قام البشر بإصطياد هذا الطائر لأكثر من 100 ألف سنة، وذلك من أجل إستخدامها كطعم للأسماك أو للغذاء، وقد أدى هذا لإنخفاض أعداد الطيور في منتصف القرن 16، لينقرض بصفة نهائية في القرن 19 بسبب الصيد الجائر والمفرط، وقد كان يستخدم ريشه أيضا في صناعة المخدات. وجد طائر الأوك بأعداد كبيرة على شواطئ كندا وغرينلاند وإيسلندا والنرويج وإيرلندا وبريطانيا أيضا.
وعاش في جنوب غرب إيسلندا في سنة 1835، حيت يعتبر من اكثر الطيور تضررا من طرف البشر، كما يقال بأنه قد نشأت عاصفة كبيرة تسببت في موت الأعداد المتبقية منه.
طائر الدودو
طائر الدودو هو من الطيور التي إنقرضت والتي كانت تعيش في جزيرة موريشيوس. كان يصل طول هذا الطائر إلى متر واحد وكان يزن من 10 إلى 18 كيلوغرام، ولم يعرف العلماء شكل طائر الدودو إلا عن طريق الرسوم التوضيحية والحسابات المكتوبة التي تعود للقرن 17. فقد كان أول حدث سجل طائر الدودو هو عن طريق البحارة الهولنديين سنة 1598، وفي السنوات اللاحقة كان البشر يصطادون هذه الطيور بكثرة مما أدى بها للتعرض بالأخير للإنقراض، وقد كانت آخر رؤية على نطاق واسع لطائر الدودو سنة 1662، ويقال بأن الفئران التي وصلت الجزيرة عن طريق سفن البضائع قامت بقتل بيض هذا الطائر. وقبل وصول البشر لجزيرة موريشيوس لم تكن هناك أعداد كبيرة من طائر الدودو، مما جعله يتصرف بسذاجة ومن دون خوف عند تعامله مع البشر، ليستغل الصيادون هذا الأمر أسوء إستغلال.
براكيت كارولينا
هو الببغاء الوحيد الذي ينتمي لمنطقة شرق الولايات المتحدة، كان ينتشر هذا الطائر من واد أوهايو لخليج المكسيك في الغابات القديمة حول الأنهار، إنقرض هذا الببغاء سنة 1918، ويعتقد العلماء أن إنقراضه يرجع لعوامل كثيرة من بينها قطع الغابات بكثافة في القرن 18 و 19 بالإضافة للصيد الجائر، وكان يستخدم ريشه الملون في تزيين قبعات النساء وهي الموضة التي كانت تستعمل في ذلك الوقت.